يحتفي المجلس الأعلى للغة العربية باليوم العالمي الموسوم (العيش معاً بسلام) بغرض العمل على التجسيد الفعلي عن طريق الملتقيات والأيام الدراسية فكرة العيش اللغوي التام بين اللغتين الوطنيتين وسبل التكامل، وعدم الانغلاق عليهما باستقطاب لغات العلم الأجنبية للاستفادة من الفتوحات اللغوية والعلمية التي تعمل على تطوير اللغات الوطنية، وعلى قضاء المصالح بيننا وبين الشعوب التي تتكلم لغات ليست من لغاتنا. وليس لأول مرة نحتفي بهذه المناسبة التي انطلقت فكرتها من الجزائر بل سبق أن جسدنا لقاءات بخصوص الموضوع، واقترحنا أفكاراً في هذا المجال. التسامح اللغوي: ينقسم مفهوم التسامح اللغوي إلى ثلاثة أقسام، وهي: 1 قسم يتعلق بالخصوصيات اللغوية لكل لغة، وفيه نقول: إن التسامح اللغوي لا نعني به الدعوة إلى الذوبان اللغوي الاقتراض المخل للغة الأصل، لتفرض لغة الهدف شروطها، ولا نعني به إلغاء القواعد النحوية، ولا استعمال اللهجات، ولا التماهي فـــي الألفاظ الأجنبية. وكل ما فيء الأمر هو السير ضمن مسار الجواز اللغوي الذي تبيحه قواعد اللغة. ويدور هذا القسم في مفهوم الاستدلال بالشواهد الممكنة، واعتماد المشيخة اللغوية، وترجيح الرأي المجمع عليه.